أي لا تكونوا كأهل الكتاب، يعني به إليهود والنصارى وكتابهم جميعاً
التوراة، وهم مختلفون، كل فرقة منهم - وإن اتفقت في باب النصرانية أو
اليهودية - مختلفة أيضاً، كالنصارى الذين هم نسطورية ويعقوبية وملكانية، فأمر اللَّه بالاجتماع على كتابه، وأعلم أن التفرق فيه يخرج أهله إلى مثل ما خرج إليه أهل الكتاب في كفرهم، فأعلم الله أن لهم عذاباً عظيماً، فقال:(وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
أي يثبت لهم العذاب ذلك اليوم، وابيضاضها إشراقها وإسفارها، قال
الله عزَّ وجلَّ:(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (٣٨) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (٣٩).
أسفرت واستبشرت لما تصير إِليه من ثواب الله ورحمته، وتَسْوَدُ وُجُوهٌ اسودادها لما تصير إِليه من العذاب، قال اللَّه:(وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (٤٠).