ومن قرأ (غُلُف) فهو جمع غِلاف وغُلُف، مِثْل مِثال ومُثُل، وحِمار وحُمُر، فيكون معنى هذا: إن قلوَبنا أوعية لِلعلم، والأول أشبه ويجوز أن تُسَكن غُلُف فَيقال غُلْف كما يقال في جمع مثال مُثْل.
فأعلم اللَّه عزَّ وجلَّ أن الأمر على خلاف ما قالوا فقال:(بَلْ لعَنَهُمُ اللَّه بِكفرهَم).
معنى لعنهم في اللغة أبْعدهم، فالتأويل - واللَّه أعلم - بل طبع اللَّهُ على
قلوبهم كما قال:(ختم اللَّه على قلوبهم) ثم أخبر عزَّ وجلَّ أن ذلك مجازاةٌ
منه لهم على كفرهم فقال (بل لعنهم اللَّه بكفرهم)، واللعن كما وصفنا الإبعاد.
قال الشَّمَّاخ:
وماءٍ قد وردت لوَصْل أرْوى. . . عليه الطير كالورق اللَّجين