للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سُورَةُ العَلَقِ

(مَكِّيَّة)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١)

جاء في التفسير أن أول آية نزلت من القرآن (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ).

* * *

وقوله: (الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤)

أي الذي علم الكتابة.

* * *

وقوله: (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (٧)

هذه نزلت في أَبي جَهْلٍ بنِ هِشَام، وكذلك: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (٩) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (١٠).

لأن أبا جهل قال: إنْ رَأَيْتُ مُحمداً يُصَلِّي تَوَطَّأْتُ عنقه.

* * *

وقوله: (كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (١٥)

أي لنُجَرنَّ ناصيته إلى النار، يقال: سَفَعْتُ بالشيء إذَا اقْبَضْتُ عليه

وجذبته جَذْباً شديداً (١).

* * *

وقوله: (نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (١٦)

وتأويله بناصيةٍ صَاحِبُها كاذبٌ خاطئ، كما يقال فلان نهارُه صائم وليلُه

قائم، المعنى هو صائم فِي نهاره وقائم في ليله.

* * *

(فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (١٧)


(١) قال السَّمين:
قوله: {لَنَسْفَعاً}: الوقفُ على هذه النونِ بالألفِ، تشبيهاً لها بالتنوين، وكذلك يُحْذَفُ بعد الضمة والكسرة وقفاً. وتكتب ههنا ألفاً إتباعاً للوقف. ورُوِي عن أبي عمروٍ «لَنَسْفَعَنَّ» بالنونِ الثقيلةِ. والسَّفْعُ: الأَخْذُ والقَبْضُ على الشيءِ بشدةٍ وجَذْبه. وقال عمرو بن معد يكرب:
٤٦٠٧ قومٌ إذا سَمِعُوا الصَّريخَ رَأَيْتَهُمْ. . . ما بين مُلْجمِ مُهْرِه أو سافعِ
وقيل: هو الأَخْذُ بلغةِ قريشٍ. وقال الراغب: «السَّفْعُ: الأخْذُ بسُفْعِه الفَرَس، أي: بسَوادِ ناصيتِه، وباعتبار السوادِ قيل للأثافيّ:» سُفْعٌ «وبه سُفْعَةُ غَضَبٍ، اعتباراً بما يَعْلُو من اللون الدُّخاني وَجْهَ مَنْ اشتدَّ به الغضبُ، وقيل: للصَّقْر:» أسْفَعُ «لِما فيه مِنْ لَمْعِ السَّوادِ، وامرأةٌ سَفْعاءُ اللونِ» انتهى. وفي الحديث: «فقامَتِ امرأةٌ سَفْعاءُ الخَدَّيْن».
اهـ (الدُّرُّ المصُون).

<<  <  ج: ص:  >  >>