أي أضْلَلْنَاكُمْ إنا كنا غَاوينَ ضَالين.
* * *
(إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (٣٤)
المجرمون المشركون خاصة.
* * *
(إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (٣٥)
يعني عن توحيد اللَّه عزَّ وجلَّ، وألَّا يَجْعَلُوا الأصْنَامَ آلِهة.
* * *
(يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (٤٥)
الكأس الإناء إذا كانت فيه خمر فهو كأس، ويقَعُ الكأسُ لكلِ إناء مع
شَرَابِهِ [فإن كان فارغاً فليس بكأس] (١).
(مِنْ مَعِينٍ).
أي من خمر تجري كما يجري الماء عَلَى وجه الأرض مِنَ العُيُونِ.
* * *
(بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (٤٦)
أي ذَاتَ لَذةٍ.
* * *
(لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ (٤٧)
لا تغْتَالُه عُقُولَهُم، لا تذْهبُ بِها، ولا يُصِيبهُم منها وجع.
(وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ).
(يُنْزِفُونَ) - بفتح الزاي وكسرها.
فمن قرأ " يُنْزَفُونَ " فالمعنى لَا تَذْهَبُ عقولهم بشربها، يقال للسكران نزيف ومنزوف.
ومن قرأ يُنْزِفونَ، فمعناه لا يُنْفِدُونَ شَرابَهم، أي هو دائم أبداً لهم.
ويجوز أن يكون يُنْزِفُونَ يَسْكَرُونَ.
قال الشاعر:
(١) زيادة حكاها ابن الجوزي عن الزَّجَّاج. اهـ (زاد المسير. ٧/ ٥٦).