للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: (وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ).

أي من يسأل عما لا يعنيه النبى - صلى الله عليه وسلم - بعد وضوح الحق فقد ضل سواءَ السبيل أي قصد السبيل.

* * *

وقوله عزَّ وجلَّ: (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٠٩)

يعني به علماءَ إليهود.

وقوله: (حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ) موصول بود الذين كفروا، لا بقوله حسداً، لأن حسد الإِنسان لا يكون من عند نفسه، ولكن المعنى مودتهم بكفركم من عند أنفسهم، لا أنهم عندهم الحق الكفر، ولا أن كتابهم أمرهم بما هم عليه من الكفر بالنبي - صلى الله عليه وسلم -.

الدليل على ذلك قوله: (مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ).

* * *

وقوله عزَّ وجلَّ: (فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ).

هذا في وقت لم يكن المسلمون أمروا فيه بحرب المشركين، وإِنما

كانوا يدعون بالحجج البينة وغاية الرفق حتى بين الله أنهم إنما يعاندون بعد

وضوح الحق عندهم فأمر المسلمون بعد ذلك بالحرب.

* * *

وقوله عزَّ وجلَّ،: (إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)

أي قدير على أن يدعو إِلى دينه بما أحب مما هو عنده الأحكم

والأبلغ. ويقال: اقدر على الشيءِ - قَدْراً وقَدَراً وقُدْرة، وقُدْرَاناً، ومَقْدِرَة

<<  <  ج: ص:  >  >>