للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أعَادَ " أنكم " - ثانية، والمعنى أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا

مُخْرَجونَ، ويكون - واللَّه أعلم - على وجه آخر، على أنه حُذِفَ وفي الكلام دليل على المحذوف، على معنى أفمن حق عليه كلمة العذاب يَتَخَلَّصُ منه، أو يِنْجُو مِنه، أفأنت تنقذه، أي لا يقدر أحد أن ينقذَ مَنْ أَضَلَّه اللَّهُ، وسبق في علمه أَنه من أَهْلِ النارِ.

* * *

وقوله - جلَّ وعزَّ -: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (٢١)

جاء في التفسير أَنَ كلَّ مَا فِي الأرْضِ فابتَداؤه مِنَ السَّمَاءِ، ومعنى

" ينابيعُ " الأمكنة التي ينبع منها الماء، وواحد الينابيع يَنْبُوع، وتقدره يَفْعُول من نَبَعَ يَنْبُعُ.

* * *

(لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ).

منازل في الجنة رفيعة، وفوقها منازل أَرْفَعُ مِنْهَا.

(وَعْدَ اللَّهِ).

القراءة النصب، ويجوز (وَعْدُ اللَّهِ)

فَمَنْ نَصَبَ وَهِي القِراءةُ، فبِمَعْنى لَهُم غُرَفٌ. لأن المراد وعدهم اللَّه غرفاً وَعْداً، فوعدُ اللَّه مَنْصُوبٌ عَلَى المَصْدَرِ.

ومن رفع فالمعنى: ذلك وَعْدُ اللَّهِ.

* * *

وقوله - جلَّ وعزَّ -: (ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ).

ألوانه خُضْرة وصُفْرة وحُمْرة وبياض وغير ذلك.

(ثُمَّ يَهِيجُ)

قال الأصْمَعي يقال للنبْتِ إذَا تَمَّ جفافه: قد هَاجَ

يَهِيجُ هيجاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>