تفسير نصب الجبال كتفسير نصب الأرض، وكذلك يجوز الرفع، وقد
قرئ به في الجبال على تفسير والأرض.
ومعنى (أَرْسَاهَا) أثبتَهَا.
* * *
وقوله: (مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (٣٣)
نصب (مَتَاعًا لَكُمْ) بمعنى قوله أخْرَجَ مِنْهَا مَاَءَهَا ومَرْعَاهَا للِإمتاع لكم.
لأن معنى أخرج منها ماءها ومرعاها أمتع بذلك.
* * *
وقوله: (فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (٣٤)
إذا جاءت الصيحة التي تَطُم كلَّ شيء، الصيْحة التي يقع معها البعث
والحساب والعقاب والعذاب والرحمة.
* * *
وقوله: (فَأَمَّا مَنْ طَغَى (٣٧) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (٣٨) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (٣٩)
هذا جواب فإذا جاءت الطامة الكبرى، فإن الأمر كذلك، ومعنى هي
الْمَأْوَى أي هي الْمَأْوَى له، وقال قوم: الألف واللام بَدَل من الهاء، المعنى
فهي مأواه لأن الألف واللام بدل من الهاء، وهذا كما تقول للإنسان: غُضِ
الطرفَ يا هَذَا. فلابس الألف واللام بدلا من الكاف وأن كان المعنى غضَ
طَرْفَك لأن المخاطب يعلم أنك لا تأمره بغض طرف غيره.
قال الشاعر:
فغضَّ الطرفَ إنَّك من نُمَيْرٍ. . . فلا كعباً بلغتَ ولا كِلَابا
وكذلك معنى (فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) على ذلك التفسير.
* * *
وقوله: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (٤٢)
معناه متى وقوعها وقيامها.
ومعنى (إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (٤٤)
أي منتهى علمها.