للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (٢٢٥) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (٢٢٦)

وهذا دليل على تكذيبهم في قَوْلِهِمْ.

ثم استثنى - عزَّ وجلَّ - الشعراء الذين مَدَحُوا رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وَرَدُّوا هجاءَ مَنْ هجاه وهجا المسلمين فقال:

(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (٢٢٧)

أي لَمْ يَشْغلْهم الشِّعْرُ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَز وَجَلً ولم يجعلوه هِمَّتَهُمْ.

إنَّمَا ناضَلُوا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بِأيْديهم وَأَلْسِنَتِهِمْ، فَهَجَوْا من يستحق الهجاءَ وأحق الخلقِ بالهجاء من كذَّب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهجاه، فقال:

(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا).

وجاء في التفسير أن الذين عُنُوا بـ (الذين آمنوا وعملوا الصالحات)

عبدُ اللَّه بنُ رواحة الأنْصَارِي وكعبُ بن مَالِك وحسَّانُ بن ثابت

الأنْصَارِي.

* * *

وقوله: (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).

يعني أنهم ينقلبون إلى نار جهنم يُخلَّدون فيها.

و" أَيَّ " منصوبة بقوله (يَنْقَلِبُونَ) لا بقوله (وَسَيَعْلَمُ) لأن " أيًّا " وَسَائِرَ الاستفهام لا يعمل فيها مَا قَبلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>