" أَلَا " حرف تنبيه وابتداء.
ومعنى (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
أي التي هي قلوب المؤمنين لأن الكافرَ غيرمطمئن القلب.
* * *
(الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ (٢٩)
القراءة بالرفع في (وَحُسْنُ مَآبٍ). عطف على (طُوبَى) كما تقول:
الحمدُ للَّهِ والكرامةُ وإن شئت كان نصباً على (طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ).
أي جعل اللَّه لهم طوبى وحُسْنَ مآبٍ.
(طُوبَى) عند النحويين فُعْلَى من الطِيبِ.
المعنى العيش الطيب لهم.
وجاء في التفسير عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن (طُوبَى) شجرة
في الجنة، وقيل (طُوبَى) لهم حسنى لهم، وقيل طوبى لهم خَيْرٌ لهم.
وقيل (طُوبَى) لهم اسم الجنة بالهندية. وقيل (طُوبَى) لهم خيرة لهم، وهذا التفسير كله يشبهه قول النحويين أنها فُعْلَى من الطِّيب.
* * *
وقوله سبحانه: (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (٣١)
ترِكَ جواب " لو " لأن في الكلام دليلاً عليه، وكان المشركون
سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يفسَحَ لهم في مكة ويباعد بين جبالها حتى يتخذوا فيها قطائع وبساتين وأَنْ يُحْيي لهم قَوْماً سَمُّوهُم لَهُ، فأعلمهمْ اللَّه - عزَّ وجلَّ - أن لو فعل ذلك بقرآن لكان يفعل بهذا القرآن.
والذي أَتَوَهَّمُه - واللَّه أعلم - وقد قاله بعض أهل اللغة، أن المعنى: لَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الأرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى لما آمنوا به.
ودليل هذا القول قوله: (وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ).