للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمعنى: على الظهر والبطن. فهذا الذي استعمل من حذف حرف الجر

موجود في كتاب اللَّه، وفي إشعار العرب وألفاظها المنثورة، وهو عندي

مذهب صالح.

والقول الجَيِّد عندي في هذا أن سفه في موضع جهل، فالمعنى:

- واللَّه أعلم - إلا من جهل نفسه، أي لم يفكر فى نفسه.

كقوله عزَّ وجلَّ: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)، فوضع جهِل.

وعدى كما عدى.

فهذا جميع ما قال الناس في هذا، وما حضرنا من القول فيه.

* * *

وقوله عزَّ وجلَّ: (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا).

معناه اخترناه ولفظه مشتق من الصفوة.

(وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ).

فَالصالحُ في الآخرة الفائز.

* * *

وقوله: (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (١٣١)

معناه اصطفاه إِذ قال له ربه أسلم: أي في

ذلك الوقت (قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ).

* * *

وقوله: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٣٢)

قوله: (بِهَا) هذه الهاءُ ترجعِ على الملة، لأن إِسلامه هو إِظهار طريقته

وسنته ويدل على قوله: (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ) قوله: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ).

وإنما كسرت " إنَّ) لأن معنى وصي وأوصى: قَوْل: المعنى

قال لهم إِن اللَّه اصطفى لكم الدين، ووصى أبلغ من أوصى، لأن أوصى

جائز أن يكون قال لهم مرة واحدة، ووصَّى لا يكون إلا لمرات كثيرة.

* * *

وقوله عزَّ وجلَّ: (فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).

<<  <  ج: ص:  >  >>