للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قرئت السلام بالألف، وقرئت السَّلمَ. فأما السلام فيجوز أن يكون من

التسليم، ويجوز أن يكون بمعنى السِّلِمْ، وهو الاستسلام، وإلقاء المقادة إِلى

إِرادَةِ المسلمين.

ويروى في التفسير أن سبب هذا أن رجلًا انحاز وأظهر الإسلام فقتله

رجل من المسلمين وأخذ سَلبَه.

فأعلمَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ أن حق من ألقى السلمَ أن يُتَبين أمرُه.

ومن قرأ (فتثبتوا) فحقه أن يُتَثَبَّتَ في أمره، وأعلم الله - جلَّ وعزَّ - أن

كل من أسلم مِمن كان كافِراً فبمنزلة الذي تعوذ بالإِسلام، فقال عزَّ وجلَّ: (كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ).

ْأي مَنَّ عليكم بالإِسلام، وبأنْ قبل ذلك منكم على ما أظهرْتُمْ ثم كرر

الأمر بالتبيين فقال عزَّ وجلَّ: (فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا).

* * *

(لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (٩٥)

قرئت (غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ) بالرفع و (غيْرَ) بالنصب، فأما الرفع فمن جهتين.

إِحداهما أن يكون " غير " صفةً للقاعدين، وإِن كان أصلها أن تكون صِفةً

للنكرة.

المعنى لا يستوي القاعدون الذين هم غير أولى الضرر، أَي لا يستوي

القاعدون الأصحاءُ والمجاهدون وإِن كانوا كلهم مؤمنين.

ويجوز أن يكون " غَيْرُ " رفعاً على جهة الاستثناء.

المعنى لا يستوي القاعدون والمجاهدونَ

<<  <  ج: ص:  >  >>