إِذَا حَرَّمُوا ما أحَل اللَّه فقد جَعَلُوا غيرَ اللَّه - في القَبُول منه - بمنزلة الله
جلَّ وعزَّ فَصَارُوا بِذلك مُشْرِكينَ.
ويجوز أن يَكونَ (أَلَّا تُشْرِكُوا) مَحْمُولاً على المعنى، فيكون:
" أتل عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا به شيئاً "
فالمعنى أتْلُ عَليْكُم تَحْرِيمَ الشرْكِ بهِ.
وجائز أن يكون على معنى أوصِيكم (أَلَّا تُشْرِكُوا بِه شيئاً)
لأن قوله: (وَبِالْوَالِدَيْنِ إحْسَاناً) محمولٌ على معنى أوصيكم بالوالدين إحساناً.
وقوله: (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ).
أي لَا تَقْتُلُوا أولادكم من فَقْرٍ، أي من خَوْفِ فَقْرٍ.
(وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ).
بدل من الفواحش في موضع نصب.
المعنى لا تَقْرَبوا ما ظهر من الفواحش وما بطن، جاءَ في التفسير أنَّ مَا
بَطنَ منها الزنَا، وما ظهر اتخاذُ الأخْدَان وَالأصدقاءِ على جهة الريبة.
وظاهر الكلام أن الذي جرى من الشرك باللَّه عزَّ وجلَّ وقتل الأولاد وجميع ما حرَّموه مما أحَل اللَّهُ عزَّ وجلَّ فَوَاحش، فقال: ولا تَقْربوا هذه الفَوَاحِشَ مظْهرين ولَا مُبْطِنِينَ، واللَّه أعلم.
وقوله: (ذلِكمْ وَصَّاكمْ بِهِ).
يدل على أن معنى (أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا).
* * *
وقوله: (وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (١٥٢)
قال بعضهم: التي هي أحسن رُكُوبُ دابتِه واستخدام خادِمه، وليس في