وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٩٥)
وقوله عزَّ وجلَّ: (إِلَى التَّهْلُكَةِ) معناه إلى الهلاك، يقال هلك الرجل يهلكُ
هَلاكاً وهُلْكاً وتَهْلُكَةً وتَهُلِكَةً.
وتهْلُكَة اسم. ومعناه إن لم تنفقوا في سبيل الله هَلَكتم، أي عصيتم الله فهلكتم، وجائز أن يكون هلكتم بتقوية عدوكم
عليكم واللَّه أعلم.
* * *
وقوله عزَّ وجلَّ: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
أي أنفقوا في سبيل الله فمن أنفق في سبيل اللَّه فَمُحْسِن.
* * *
وقوله عزَّ وجلَّ: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (١٩٦)
يجوز في العمرة النصب والرفع: والمعنى في النصْب أتموهما.
والمعنى في الرفع وأتموا الحج، والعمرةُ للهِ، أي هي مما تَتَقرَّبون به إلى اللَّه " عزَّ وجلَّ وليس بفَرْض.
وقيل أيضاً في قوله عزَّ وجلَّ: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ). غير قول:
يُروى عن علي وابنِ مسعود - رحمة الله عليهما - أنهما قالا: إتمامهمَا أن
تحرم من دُويرة أهلك، ويروى عن غيرهما إنَّه قال إِتمامُهما أن تكون النفقةُ
حلالاً. وينتهي عما نهى الله عنه.
وقال بعضهم إِن الحج والعمرةَ لهما مواقف
ومشاعر، كالطواف والموقِفُ بعرفة وغير ذلك، فإتمامهما تأدية كل ما فيهما، وهذا بين، ومعنى اعتمر في اللغة قيل فيه قولان.
قال بعضهم اعتمر قصد.
قَال الشاعر:
لَقدْ سما ابن معمر حين اعتمر. . . مغزى بعيداً من بعيد وضَبر