للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المعنى لِمَنْ خلقته طِيناً، وطيناً منصوب على جهتين:

إحداهما التمييز، المعنى لمن خلقته مِنْ طِينٍ.

ويجوز أن يكون " طيناً " منصوب على الحال.

المعنى أنك أنشاته في حال كونه من طين.

* * *

وقوله: (قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (٦٢)

جاءت " قال " ههنا بغير حرف عطف لأنه على معنى قال اسجُدْ لمن

خَلقْتُ طيناً.

وقوله: (أَرَأَيْتَكَ) في معنى أخبرني؛ فالكاف لا موضع لها، لأنها ذكرت

في الخطاب توكيداً، وموضع (هذا) نصبٌ بـ (أَرَأَيْتَكَ).

والجواب محذوف المعنى أخبرني عن هذا الذي كرمت عليَّ لم كرمْتَه عَلَيَّ وقد خَلَقْتَنِي من نارٍ وخَلَقْتَهُ من طينٍ، فحذف هذا لأن في الكلام دليلاً عليه.

ومعنى: (لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا).

لأستأصلنهم بالإغواء لهم، وقيل لأسْتَوْليَنَ عليهم.

والذي تقول العرب: قد احتنكت السَّنَةُ أموالَنَا إذا استأصلتها.

قال الشاعِر:

نَشْكُو إليك سنة قد أجحفت. . . جَهْداً على جَهْدٍ بنا وأضْعَفَتْ

واحتنكت أموالَنَا وجلَّفَتْ

وقوله: (قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا

[(٦٣)]

(جَزَاءً مَوْفُورًا).

أي مُوَفر، يقال منه وَفَرْته أفِرُهُ فَهُو مَوْفورٌ.

قال زهَيرٌ:

ومن يجعل المعروف من دون عرضه. . . يفره ومن لا يتقي الشتم يشتم

<<  <  ج: ص:  >  >>