إنههم إذا كتموا ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - في كتابهم فقد كفروا به كما إنَّه من كتم آية من القرآن فقد كفر به ومعنى (وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ) - إذا كان بالقرآن - لا مؤنَةَ فيه.
قال بعض البصريين في هذا قولين: قال الأخفش معناه أول منْ كفَر به، وقال البصريون أيضاً: معناه ولا تكونوا أول فريقٍ كافر به أي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وكلا القولين صواب حسن.
وقال بعض النحوين إن هذا إنما يجوز في فاعل ومفعول تقول الجيش
منهزم، والجيش مهزوم، ولا يجوز فيما ذكر: الجيش رجل، والجيش فرس، وهذا في فاعل ومفعول أبين، لأنك إذا قلت الجيش منهزم فقد عُلِمَ أنك تريد هذا الجيش فنقطت في لفظه بفاعل لأن المعنى الذي وضع عليه الجيش معنى يدل على جمع، فهو فَعال. ومفعول يدل على ما يدل عليه الجيش، وإذا قلت الجيش رجل فإنما يكره في هذا أن يتوهم أنك تقلله فأمَّا إِذا عرف معناه فهو سائغ: جيد.
تقول: جيشُهُمْ إِنَّما هو فرسٌ ورجُل، أي ليس بكثير، الاتباع فيدل المعنى على أنك تريد الجيش خيل ورجال، وهذا في فاعل ومفعول أبين كما وصفنا.
* * *
وقوله عزَّ وجلَّ:(أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ).
اللغة العليا والقُدْمَى الفتح في الكاف وهي لغة أهل الحِجَازِ، والإمالة
في الكاف أيضاً جيّد بالغ في اللغة لأن فاعلا إذا سَلِم من حروف الإطباق