للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - أنه يثمر محبة الله والخوف والرجاء.

[المطلب الخامس: الدعاء وأثره على القلب]

ومما يدل على المكانة العظيمة للدعاء قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ» (١).

وأفاد الملا على القاري رحمه الله في شرحه لهذا الحديث بأن الدعاء: "هو العبادة الحقيقية التي تستأهل أن تسمى عبادة لدلالته على الإقبال على الله، والإعراض عما سواه، بحيث لا يرجو ولا يخاف إلا إياه، قائمًا بوجوب العبودية، معترفًا بحق الربوبية، عالمًا بنعمة الإيجاد، طالبًا لمدد الإمداد على وفق المراد وتوفيق الإسعاد" (٢).

[فضل الدعاء]

قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: ٦٠].

وقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: ١٨٦].

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنَ الدُّعَاءِ» (٣).


(١) أخرجه أحمد في مسنده (٣٠/ ٣٤٠) ح (١٨٣٩١)، وأبو داود في باب تفريع أبواب الوتر، باب الدعاء (٢/ ٧٦) ح (١٤٧٩)، والترمذي في أبواب تفسير القرآن، باب ومن سورة المؤمن (٥/ ٣٧٥) ح (٣٢٤٧) وقال: "هذا حديث حسن صحيح"، وابن ماجه في كتاب الدعاء، باب فضل الدعاء (٢/ ١٢٥٨) ح (٣٨٢٨)، والحاكم في المستدرك في كتاب الدعاء والتكبير والتهليل .. (١/ ٦٦٧) ح (١٨٠٢) وصححه، وأقره الذهبي، وصححه الألباني في صحيح الجامع (١/ ٦٤١) ح (٣٤٠٧)، وقال محقق المسند (٣٠/ ٣٤٠) ح (١٨٣٩١): "إسناده صحيح".
(٢) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (٤/ ١٥٢٧).
(٣) أخرجه أحمد في المسند (١٤/ ٣٦٠) ح (٨٧٤٨)، والترمذي في أبواب الدعوات، باب ما جاء في فضل الدعاء (٥/ ٤٥٥) ح (٣٣٧٠) وقال: «هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، لَا نَعْرِفُهُ مَرْفُوعًا إِلَّا مِنْ حَدِيثِ عِمْرَانَ القَطَّانِ .. "، وابن ماجه في كتاب الدعاء، باب فضل الدعاء (٢/ ١٢٥٨) ح (٣٨٢٩)، وحسن إسناده الألباني في صحيح الجامع (٢/ ٩٥١) ح (٥٣٩٢)، وكذلك شعيب الأرناؤوط في تحقيقه لسنن ابن ماجه (٥/ ٦) ح (٣٨٢٩).

<<  <   >  >>