للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشبهات، وفتن الغي والضلال، وفتن المعاصي والبدع، وفتن الظلم والجهل؛ فالأولى توجب فساد القصد والإرادة، والثانية توجب فساد العلم والاعتقاد" (١).

٥ - أثر عمل القلب على كلمة التوحيد، وذلك أنها لا تنفع قائلها حتى يحقق شروطها من الإخلاص والصدق واليقين والعلم، كما نصت على ذلك الأحاديث الآتية:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّهُ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «لَقَدْ ظَنَنْتُ -يَا أَبَا هُرَيْرَةَ- أَنْ لَا يَسْأَلنِي عَنْ هَذَا الحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّل مِنْكَ؛ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الحَدِيثِ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ»، أَوْ: «نَفْسِهِ» (٢).

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فَمَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْحَائِطَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ».

وقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ».

وقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ» (٣).

وهذه الأحاديث تدل على أثر أعمال القلب على قول: لا إله إلا الله، وأنها لا تنفع قائلها إلا إذا حقق عمل القلب بالإخلاص في قولها، واليقين الذي ينافي الشك، والعلم الذي ينافي الجهل بمعناها وشروطها وأركانها، وبلوازمها ومقتضياتها، والصدق الذي ينافي الكذب في قولها.


(١) إغاثة اللهفان (١/ ١٥ - ١٦) لابن القيم، ت: محمد الفقي، مكتبة المعارف الرياض.
(٢) أخرجه البخاري كتاب العلم، باب الحرص على الحديث (١/ ٣١) ح (٩٩).
(٣) أخرجه البخاري في كتاب العلم، باب من خص بالعلم قوما دون قوم؛ كراهية أن لا يفهموا (١/ ٣٧) ح (١٢٨).

<<  <   >  >>