يسعون في إنقاذ الأمة ويريدون السير بها إلى بر الأمان، فلما رأى الناس اختلاف الدعاة، وتفرق كلمتهم، وطعن بعضهم في بعض، وربما يصل الأمر مع بعضهم البعض إلى أشد من ذلك من التكفير والقتل، أو على الأقل الأذية باليد واللسان، فأدى ذلك إلى نفور الناس من هؤلاء الدعاة، وانفضوا من حولهم.
الأضرار المترتبة على التفرق والاختلاف والتنازع وأثرها على الدعوة:
١ - فشل الدعاة في إيصال الخير للناس، ونقلهم من حالة السوء والتقصير إلى حالة الاستقامة والتمسك؛ لخذلان الله لهم بسبب تنازعهم، ولذا كم فشلت مشاريع دعوية كانت تقوم بدور كبير في تعليم الناس الخير، فلما هبت عليها ريح الاختلاف والتنازع توقفت، وحرم الناس من خيرها، كل جماعة تريد أن تستخدمها لمصالحها الحزبية الضيقة.
٢ - ذهاب الريح والهيبة من القلوب وقلة الاحترام والتقدير، وضعف أثر التربية، وبالتالي ضَعُفَ أثر الدعاة على الناس.
قال تبارك وتعالى آمرًا بطاعة الله ورسوله، ومحذرًا الأمة من التنازع ومبينًا أثر ذلك:{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}[الأنفال: ٤٦].