للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال تعالى: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ} [المجادلة: ١٩].

ومعنى {اسْتَحْوَذَ} أي: غلب واستولى على قلوبهم حتى أنساهم ذكر الله تعالى (١).

٦ - ومن أسباب تسلط الشيطان ترك صلاة الجماعة، والبعد عن جماعة المسلمين، فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلَا بَدْوٍ لَا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلَاةُ إِلَّا قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ، فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ؛ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ»، قَالَ زَائِدَةُ: قَالَ السَّائِبُ: يَعْنِي بِالْجَمَاعَةِ: الصَّلَاةَ فِي الْجَمَاعَةِ (٢).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «عَلَيْكُمْ بِالجَمَاعَةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالفُرْقَةَ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الوَاحِدِ وَهُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الجَنَّةِ فَلْيَلْزَمُ الجَمَاعَة» الحديث.

وتفرد الداعية عن إخوانه الدعاة واستبداده بالرأي، وعدم التشاور مع إخوانه يفتح للشيطان عليه بابًا، فيتسلط عليه، ويوقعه فيما يضر بدعوته.


(١) ينظر: تفسير البغوي (٨/ ٦٢)، تفسير ابن كثير (٨/ ٥٣).
(٢) أخرجه أحمد (٣٦/ ٤٢) ح (٢١٧١٠)، وأبو داود واللفظ له في كتاب الصلاة، باب في التشديد في ترك الجماعة (١/ ١٥٠) ح (٥٤٧)، والنسائي في كتاب الإمامة، باب التشديد في ترك الجماعة (٢/ ١٠٦) ح (٨٤٧)، وابن حبان في صحيحه باب فرض الجماعة والأعذار التي تبيح تركها، ذكر استحواذ الشيطان على الثلاثة إذا كانوا في بدو أو قرية ولم يجمعوا الصلاة (٥/ ٤٥٧) ح (٢١٠١)، والحاكم في المستدرك في كتاب التفسير (٢/ ٥٢٤) ح (٣٧٩٦) وصححه ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (٢/ ٩٩٤) (٥٧٠١) وقال في صحيح الترغيب والترهيب (١/ ٣٠١) ح (٤٢٧): "حسن صحيح"، وحسن إسناده شعيب الأرناؤوط في تحقيقه لمسند أحمد (٣٦/ ٤٢) ح (٢١٧١٠).

<<  <   >  >>