للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحده لا شريك، له، ولم يشركوا به شيئًا هم الآمنون يوم القيامة، المهتدون في الدنيا والآخرة" (١)، فبالتوحيد يحصل الأمن والاهتداء التام في الدنيا والآخرة، وبالشرك تصرف الهداية عن العبد، ويذهب الأمن ويحصل الخلل فيه في الدنيا وفي الآخرة.

٤ - التوحيد مع اعتراف العبد بظلمه وذنبه من أبلغ أدوية الكرب والهم والغم، وأبلغ الوسائل إلى الله -سبحانه وتعالى- في قضاء الحوائج، ولذا جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في دعوة ذي النون قوله: «دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ» (٢).

يقول ابن القيم رحمه الله: "وأما دعوة ذي النون فإن فيها من كمال التوحيد والتنزيه للرب تعالى واعتراف العبد بظلمه وذنبه ما هو من أبلغ أدوية الكرب والهم والغم، وأبلغ الوسائل إلى الله سبحانه في قضاء الحوائج" (٣).

[المطلب الثاني: الإيمان بالملائكة والكتب والرسل]

معناه:

الإيمان الجازم الذي لا شك فيه بالملائكة والكتب والرسل من حيث الإجمال والتفصيل.


(١) تفسير ابن كثير (٣/ ٢٩٤).
(٢) أخرجه أحمد في المسند (٣/ ٦٥) ح (١٤٦٢)، والترمذي في أبواب الدعوات، باب .. (٥/ ٥٢٩) ح (٣٥٠٥)، والحاكم في المستدرك في كتاب تواريخ المتقدمين من الأنبياء والمرسلين، ذكر نبي الله يونس (٢/ ٦٣٧) ح (٤١٢١)، وصححه ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في صحيح الجامع (١/ ٦٣٧) ح (٣٣٨٣).
(٣) زاد المعاد (٤/ ١٩٠).

<<  <   >  >>