للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ»، فَدَمَعَتْ عَيْنَا عُمَرَ، وَقَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ (١).

المطلب الرابع: عوائق الحكمة (٢):

فكما سبق أن للحكمة أسبابًا، من أتى بها وجاهد نفسه على العمل بها وفقه الله للحكمة ورزقه إياها، وفي مقابل هذا من وقع في عوائق الحكمة حرم منها ولم يوفقه الله لها، وهذه بعض العوائق في طريق الحكمة:

[١ - الجهل]

الجهل يعيق عن الحكمة، ويوقع صاحبه في المزالق الخطيرة، والجاهل ما يفسده أكثر مما يصلحه، وكم يُجَرّ على الدعوة من انحرافات بسبب الجهل، وقد ذكر الله في كتابه أن مما يعوق الإنسان عن الحق ويوقعه في رده والبعد عنه الجهل، قال تعالى: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ} [الزمر: ٦٤]، وقال تعالى: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَامُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [الأعراف: ١٣٨].

وقد سبق الكلام على هذا الموضوع (٣).

[٢ - الهوى وعدم التجرد]

ومما يضاد الحكمة ويعمي القلب عنها الوقوع في الهوى، قال تعالى: {يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ


(١) أخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب .. (٥/ ٧٧) ح (٣٩٨٣)، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة -رضي الله عنهم-، باب من فضائل أهل بدر -رضي الله عنهم- وقصة حاطب بن أبي بلتعة (٤/ ١٩٤١) ح (٢٤٩٤).
(٢) ينظر في ذلك: الحكمة للدكتور ناصر العمر (٣٥ - ٥٤)، الرائد دروس في التربية والدعوة (٣/ ٤٨ - ٥٥).
(٣) ينظر: ص (٥١٦).

<<  <   >  >>