للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لم ألتزم بآداب الضيافة وشروط الاتفاق" (١).

٢ - حرصه على عدم الشهرة مع الورع والزهد في الدنيا، وحب خدمة الناس والقرب منهم دون أن يرجو من أحد جزاء أو شكورًا، وهذه أمور لا تأتي إلا من صلاح في القلب -كما أحسبه والله حسيبه-. ودونك بعض الشواهد من سيرته في هذه الأمور من كتاب عبد الرحمن السميط أسطورة العمل الإغاثي (٢):

- لقد ضرب رحمه الله أروع الأمثلة في التورع عن المال الذي بين يديه، مع الحرص الشديد على أن يصرفه في مصارفه الصحيحة.

- ومما قيل: إنه كان إذا انتهى الشهر واستلم الراتب الجديد أعاد ما تبقى من الراتب القديم للجمعية.

- وكان رحمه الله لا يبحث عن الشهرة أو الرياء، ولا يسكن الفنادق، ولا يتحرك بالطائرات أو السيارات الفخمة، لا يخصص لنفسه طعامًا خاصًّا أو حارسًا، يعيش بين الناس في القرى والغابات، يجوع ويعطش ويعرى ويمرض.

- وكان لا يحب أن يمدح، ويكره ذلك كرهًا شديدًا، وينزعج منه، ويروي أحد الملاصقين للدكتور السميط (٣) أنه في مرة أثنى عليه أحد المتبرعين وصار يمدحه أمام الناس، فلما تبرع وخرج، غاب الدكتور السميط، فبحث عنه الموظف، فوجده ينظف دورة المياه، فسأله: لماذا يفعل ذلك؟ فقال له رحمه الله: أما سمعت الرجل يمدح ويثني؟! وأردت أن أعلم نفسي ألا تغتر بالكلام الذي قيل.

- كان بعيدًا عن التكلف في ملبسه ومطعمه ومركبه من بداية حياته، واستمر


(١) مقال بعنوان: عبد الرحمن السميط (فاتح القلوب) ليوسف محمد الكندري في مجلة الكوثر عدد ١٧٨، شوال - ذو القعدة ١٤٣٥ هـ ص (٨). وفي العدد ملف خاص عن الدكتور السميط رحمه الله.
(٢) ينظر: عبد الرحمن السميط أسطورة العمل الإغاثي (٢٨، ٧٨، ٩٤ - ٩٨، ١٠٤).
(٣) وهو يوسف الكندري.

<<  <   >  >>