للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني:

النصوص من الكتاب والسنة في بيان أثر عمل القلب وتأثره (١).

[المطلب الأول: من نصوص القرآن الكريم في إثبات أثر عمل القلب وتأثره]

أولًا: ورد في القرآن الكريم آيات كثيرة في إثبات أثر عمل القلب وتأثره بما يعمل صاحبه، فقد ذكر الله -سبحانه وتعالى- أن قلوب المؤمنين يصيبها الوجل، وتطمئن بذكره، وأنها تخشع وتخضع لأمره، وذكر -سبحانه وتعالى- كذلك أثر عمل القلب في نزول السكينة على المؤمن في وقت الشدائد، والثبات على الحق، والنصر على الأعداء، وأثر عمل القلب على كلمة التوحيد، والنصوص في ذلك كثيرة، ودونك أمثلة على ذلك:

١ - وجل القلب وخوفه من الله، قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} الآية [الأنفال: ٢]. وفيها إثبات أثر ذكر الله على القلب بحصول الوَجَل، ومعناه: الخوف من الله (٢)، ولا شك أن الذكر لا يحدث أثره في حصول وجل القلب من الله تعالى إلا إذا تواطأ القلب مع الحواس.

٢ - طمأنينة القلب، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: ٢٨]، دلت الآية على أثر ذكر الله على قلب المؤمن، فهو يأنس ويطيب ويسكن بذكر الله تعالى (٣).


(١) ينظر: ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي (٤٣٧ - ٤٤٠) للدكتور سفر الحوالي، دار الحسن البصري، ط ١، ١٤٣٨ هـ.
(٢) ينظر: تفسير ابن كثير (٥/ ٤٢٥).
(٣) ينظر: تفسير الطبري (١٦/ ٤٣٢) لمحمد بن جرير الطبري، ت: د. عبد الله بن عبد المحسن التركي، دار هجر للطباعة، ط ١، ١٤٢٢ هـ.

<<  <   >  >>