للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٤٥) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [الأحزاب: ٤٥، ٤٦].

قال ابن القيم رحمه الله في بيان الغاية من إرسال الرسل عليهم الصلاة والسلام: "فالدعوة إلى الله تعالى هي وظيفة المرسلين وأتباعهم، وهم خلفاء الرسل في أممهم والناس تبع لهم، والله -سبحانه وتعالى- قد أمر رسوله أن يبلغ ما أنزل إليه، وضمن له حفظه وعصمته من الناس، وهكذا المبلغون عنه من أمته، لهم من حفظ الله وعصمته إياهم بحسب قيامهم بدينه وتبليغهم لهم. وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتبليغ عنه ولو آية (١)، ودعا لمن بلغ عنه ولو حديثًا (٢)، وتبليغ سنته إلى الأمة أفضل من تبليغ السهام إلى نحور العدو؛ لأن ذلك التبليغ يفعله كثير من الناس، وأما تبليغ السنن فلا تقوم به إلا ورثة الأنبياء وخلفاؤهم في أممهم.

جعلنا الله تعالى منهم بمنه وكرمه" (٣).

• الدعوة إلى الله تعالى من أسباب خيرية الأمة وفلاحها:

قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: ١١٠].

وقال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: ١٠٤].


(١) قال -صلى الله عليه وسلم-: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَة». أخرجه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل (٤/ ١٧٠) ح (٣٤٦١).
(٢) سيأتي لفظه وتخريجه.
(٣) جلاء الأفهام (٤١٥) لابن القيم، ت: شعيب الأرناؤوط، وعبد القادر الأرناؤوط، دار العروبة الكويت، ط ٢، ١٤٠٧ هـ.

<<  <   >  >>