للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - الإمام الحافظ النووي عليه رحمة الله (١):

ولد سنة (٦٣١ هـ)، وتوفي سنة (٦٧٦ هـ)، وعاش ما يقارب (٤٥) عامًا مليئة بالعلم النافع والعمل الصالح، حيث درس ودرّس الكثير من العلوم في شتى الفنون.

قال ابن العطار (٢) رحمه الله عن الإمام النووي: "ذكر لي شيخنا أنه كان لا يضيِّعُ له وقتًا في ليل ولا نهار، إلا في وظيفة من الاشتغال بالعلم حتى في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع، وأنه بقي على هذا ست سنين، ثم اشتغل بالتصنيف والإشغال، والنصح للمسلمين وولاتهم، مع ما هو عليه من المجاهدة لنفسه، والعمل بدقائق الفقه والحرص على الخروج من خلاف العلماء، والمراقبة لأعمال القلوب وتصفيتها من الشوائب، يحاسب نفسه على الخطرة بعد الخطرة، وكان محققًا في علمه وفنونه" (٣).

برغم العمر القصير للإمام النووي، إلا أنه ترك مؤلفات انتفعت بها الأمة، وجعل الله لها قبولًا عند الناس، وانتفع بها الصغار والكبار، وبقي أثرها، وسيبقى إلى ما شاء الله، والسر في ذلك -والله أعلم- هو ما قاله تلميذه ابن العطار رحمه الله، وهو من أخص تلاميذ النووي، فقد ذكر مراقبته رحمه الله لأعمال قلبه ومحاسبة نفسه على ذلك (٤)، فأثمر له توفيقًا من الله وإعانة على جودة التأليف والتحقيق في جميع مؤلفاته، وجعل لها -سبحانه وتعالى- قبولًا عند الأمة، ومنها:


(١) ينظر ترجمته في: تاريخ الإسلام (٥/ ٢٤٦)، طبقات الشافعية لابن قاضى شهبة (٢/ ١٥٣) ت: د. الحافظ عبد الحليم خان، عالم الكتب بيروت، ط ١، ١٤٠٧ هـ، الأعلام (٨/ ١٤٩).
(٢) الشيخ الإمام العالم علاء الدين علي بن إبراهيم بن داود بن سليمان بن العطار، شيخ دار الحديث النورية، وسمع من خلائق، وتفقه على الشيخ النووي، ولازمه حتى كان يقال له: مختصر النووي، ورتب فتاوى النووي على أبواب الفقه، وشرح عمدة الأحكام وله غير ذلك، توفي رحمه الله سنة (٧٢٤ هـ).
ينظر: تذكرة الحفاظ (٤/ ١٩٨)، البداية والنهاية (١٨/ ٢٥١)، طبقات الشافعية لابن قاضى شهبة (٢/ ٢٧٠).
(٣) نقله عن ابن العطار في طبقات الشافعية لابن قاضى شهبة (٢/ ١٥٥).
(٤) ينظر كلام ابن العطار في طبقات الشافعية لابن قاضى شهبة (٢/ ١٥٥).

<<  <   >  >>