للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: ١٥٣].

وقد فسر النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية فعَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود -رضي الله عنه- قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- خَطًّا بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: «هَذَا سَبِيلُ اللهِ مُسْتَقِيمًا»، قَالَ: ثُمَّ خَطَّ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَ: «هَذِهِ السُّبُلُ، لَيْسَ مِنْهَا سَبِيلٌ إِلَّا عَلَيْهِ شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ»، ثُمَّ قَرَأَ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: ١٥٣] (١).

٢ - الذنوب، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا} [آل عمران: ١٥٥].

وفي الآية دليل على أن الشيطان يتسلط على العبد، فيوقعه في المنكر؛ لأنه وجد مدخلًا عليه بسبب ذنوبه، فالذنوب الباب الذي يدخل منه الشيطان إلى النفوس، فيستزلها ويوقعها فيما يبعدها عن الله.


(١) أخرجه أحمد في المسند (٧/ ٤٣٦) ح (٤٤٣٧)، وابن حبان في صحيحه باب الاعتصام بالسنة .. ذكر الإخبار عما يجب على المرء من لزوم سنن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- .. (١/ ١٨٠) ح (٦)، والحاكم في المستدرك في كتاب التفسير (٢/ ٢٦١) ح (٢٩٣٨) وصححه ووافقه الذهبي، وقال في مجمع الزوائد في كتاب التفسير، قوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ} [الأنعام: ١٥٣] (٧/ ٢٢) ح (١١٠٠٥): "رواه أحمد والبزار، وفيه عاصم بن بهدلة، وهو ثقة، وفيه ضعف"، وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح (١/ ٥٨) ح (١٦٦)، وقال شعيب الأرناؤوط في تحقيقه للمسند (٧/ ٤٣٦) ح (٤٤٣٧): "إسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر -وهو ابن عياش- فمن رجال البخاري، وأخرج له مسلم في المقدمة".

<<  <   >  >>