إذا اجتهد الداعية في أسباب صلاح قلبه، وجاهد نفسه على ذلك، ودقق في محاسبتها، وقام بتحقيق عمل القلب، وحرص على سلامة قلبه من الآفات، وجد آثار ذلك عليه في نفسه، في قوله وفعله، قال تعالى في بيان إعانته لمن جاهد نفسه في الله:{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}[العنكبوت: ٦٩]، وقال -سبحانه وتعالى-: {وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ}[العنكبوت: ٦]، وقال تعالى:{وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ}[فاطر: ١٨]، وقال تعالى:{وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ}[الروم: ٤٤].
فيوفق الله الداعية لصلاح نفسه، فيصير بذلك قدوة حسنة للناس، فيعود ذلك بالآثار العظيمة عليه وعلى دعوته، وسيكون الحديث هنا عن آثار عمل القلب على الداعية في نفسه، وفق المباحث الآتية:
المبحث الأول: سلامة المقصد وخلوصه لله وحده.
المبحث الثاني: الشعور بمعية الله ورعايته له.
المبحث الثالث: الشعور بتوفيق الله وإعانته له.
المبحث الرابع: اليقين بنصر الله تعالى لدينه.
المبحث الخامس: التفاؤل وعدم اليأس.
المبحث السادس: تعلق القلب بالله تعالى.
المبحث السابع: الزهد في الدنيا وتعلق القلب بالآخرة.