ومن أثر أعمال القلوب على الداعية في نفسه: مسارعته ومسابقته إلى أسباب رضوان الله، مجتهدًا في إقامة الفرائض، حريصًا على التقرب إلى الله بكثرة النوافل.
قال تعالى في وصف عباده الصالحين:{إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}[الأنبياء: ٩٠].
والمسارعة إلى الطاعات والإكثار من فعل القربات له أثره على الداعية في نفسه مما يعينه على تحمل أعباء الدعوة وتكاليفها الثقيلة؛ ولهذا وجه الله نبيه لقيام الليل؛ ليتمكن من حمل ما سيلقى عليه من القول الثقيل، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (١) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (٢) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (٣) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (٤) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} [المزمل: ١ - ٥].