للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٥ - حرصه -صلى الله عليه وسلم- على إسلام زعماء اليهود]

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «لَوْ آمَنَ بِي عَشَرَةٌ مِنَ اليَهُودِ، لآمَنَ بِي اليَهُودُ» (١)، قال ابن حجر رحمه الله معلقًا: "والذي يظهر أنهم الذين كانوا حينئذ رؤساء في اليهود، ومن عداهم كان تبعًا لهم" (٢).

٦ - ومن الأمثلة على أثر إسلام القادة قصة إسلام أسيد بن حضير وسعد بن معاذ رضي عنهما، وأذكرها بطولها لما فيها من العبر، كما يرويها ابن كثير رحمه الله، فيقول:

"إن أسعد بن زرارة خرج بمصعب بن عمير يريد به دار بني عبد الأشهل ودار بني ظفر، وكان سعد بن معاذ ابن خالة أسعد بن زرارة، فدخل به حائطًا من حوائط بني ظفر، على بئر يقال له: بئر مرق، فجلسا في الحائط، واجتمع إليهما رجال ممن أسلم، وسعد بن معاذ وأسيد بن حضير يومئذ سيدا قومهما من بني عبد الأشهل، وكلاهما مشرك على دين قومه، فلما سمعا به قال سعد لأسيد: لا أبا لك، انطلق إلى هذين الرجلين اللذين قد أتيا دارينا ليسفها ضعفاءنا فازجرهما، وانههما عن أن يأتيا دارينا، فإنه لولا أسعد بن زرارة مني حيث قد علمت كفيتك ذلك؛ هو ابن خالتي ولا أجد عليه مقدمًا.

قال: فأخذ أسيد بن حضير حربته، ثم أقبل إليهما، فلما رآه أسعد بن زرارة قال لمصعب: هذا سيد قومه، وقد جاءك فاصدق الله فيه، قال مصعب: إن يجلس أكلمه، قال: فوقف عليهما متشتمًا (٣)، فقال: ما جاء بكما إلينا تسفهان ضعفاءنا؟


(١) أخرجه البخاري في كتاب مناقب الأنصار واللفظ له، باب إتيان اليهود النبي -صلى الله عليه وسلم-، حين قدم المدينة (٥/ ٧٠) ح (٣٩٤١)، ومسلم في كتاب صفة القيامة .. باب نزل أهل الجنة (٤/ ٢١٥١) ح (٢٧٩٣).
(٢) فتح الباري (٧/ ٢٧٥).
(٣) متشتمًا: من الشتم وهو ذكر الناس بقبيح القول.
ينظر: تحفة المجد الصريح في شرح كتاب الفصيح (٥٥ - ٥٦) لأحمد بن يوسف اللَّبْلِيُّ الفهري، ت: د. عبد الملك بن عيضة الثبيتي، أصل الكتاب: رسالة دكتوراة لفرع اللغة العربية، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، في المحرم ١٤١٧ هـ.

<<  <   >  >>