للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثالث:

مجمل الرد على المخالفين لأهل السنة والجماعة في أعمال القلوب

يذكر شيخ الإسلام عليه رحمة الله أن سبب ضلال هذه الفرق هو تنكُّبها للحق وعدم أخذه من مصدريه الكتاب والسنة، والبعد عن منهج السلف الصالح رحمهم الله، فيقول عن هذه الفرق التي ضلت: "وقد عدلت المرجئة في هذا الأصل عن بيان الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين لهم بإحسان، واعتمدوا على رأيهم، وعلى ما تأولوه بفهمهم اللغة، وهذه طريقة أهل البدع؛ ولهذا كان الإمام أحمد يقول: أكثر ما يخطئ الناس من جهة التأويل والقياس (١).

ولهذا تجد المعتزلة والمرجئة والرافضة وغيرهم من أهل البدع يفسرون القرآن برأيهم ومعقولهم وما تأولوه من اللغة، ولهذا تجدهم لا يعتمدون على أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة والتابعين وأئمة المسلمين، فلا يعتمدون لا على السنة ولا على إجماع السلف وآثارهم؛ وإنما يعتمدون على العقل واللغة، وتجدهم لا يعتمدون على كتب التفسير المأثورة والحديث وآثار السلف، وإنما يعتمدون على كتب الأدب وكتب الكلام التي وضعتها رؤوسهم .. يتأولون القرآن برأيهم وفهمهم بلا آثار عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه .. وإذا تدبرت حججهم وجدت دعاوى لا يقوم عليها دليل" (٢).

ومجمل الرد على فرق المرجئة في إخراجهم للأعمال من مسمى الإيمان في النقاط الآتية:


(١) نقله ابن تيمية عن الإمام أحمد في عدة مواطن في مجموع الفتاوى، منها: (٣/ ٦٣، ٧/ ١١٨، ١٧/ ٣٥٥، ١٩/ ٧٥).
(٢) مجموع الفتاوى (٧/ ١١٨ - ١١٩).

<<  <   >  >>