للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث السادس:

تعلق القلب بالله تعالى

من أبرز آثار محبة الله والخوف منه ورجائه تعلق القلب به -سبحانه وتعالى-، وإذا تعلق القلب بالله ظهرت آثار ذلك على الداعية، ولذلك علامات من أبرزها:

[١ - شدة محبته لله]

ومن العلامات الدالة على تعلق قلب الداعية بربه شدة حبه له، قال تعالى عن المؤمنين بالله حقًّا: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [البقرة: ١٦٥].

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: "ولحبهم لله وتمام معرفتهم به، وتوقيرهم وتوحيدهم له، لا يشركون به شيئًا، بل يعبدونه وحده ويتوكلون عليه، ويلجؤون في جميع أمورهم إليه" (١).

[٢ - عدم خشيته وخوفه من غير الله]

إن القلب الذي تعلق بربه لا يخشى أحدًا سواه، ولا يرهب من صولة الباطل، بل يزيده ذلك ثباتًا وصدقًا مع الله، قال الله تعالى عن الصادقين الذين حاول الأعداء أن يخوفوِّهم بقوة أهل الكفر وإمكاناتهم وعدتهم وعددهم، فقال المؤمنون الصادقون كما ذكر الله عنهم: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (١٧٣) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ


(١) تفسير ابن كثير (١/ ٤٧٦).

<<  <   >  >>