للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثاني: من آثار إهمال الداعية لأعمال القلوب على دعوته]

إن الداعية إذا أهمل تحقيق أعمال القلب في نفسه، وفرط في محاسبتها على ذلك، فتمكنت أمراض القلوب منه، انعكس أثر ذلك على دعوته، فحدث التفرق والاختلاف، وهبت ريح التنازع، ودب داء الفرقة بين الأمة ودعاتها، وذهبت هيبتها من قلوب أعدائها، فتسلط الأعداء عليها، ومن ثَمّ تسلطوا على دعاتها، وتمكنوا من إحداث شرخ بين الأمة ودعاتها، وشوهوا سمعة الدين وأهله، وصدوا الناس عن الصراط المستقيم، وزينوا لهم سبل الجحيم، ونفر الناس من الدعاة، وتفرقوا عنهم، وذلك لأن هؤلاء الدعاة أسهموا في تمكين العدو من ذلك، بسبب بتفرطيهم وأهمالهم في تحقيق أعمال القلوب ومحاسبة النفس عليها، فحين تعلقت قلوبهم بالدنيا وغفلوا عن الآخرة، فصاروا قدوة سيئة لاتباعهم في تكالبهم على الدنيا، وغفلتهم عن الآخرة، إن هؤلاء بفعلهم هذا أسهموا في تأخر النصر عن الأمة، وأطالت أمد المعركة مع أعداء الدين، فانتشر الفساد في الأرض، وفتن الناس في دينهم، وضعف الدعاة في صد هجمة الباطل، وتقهقروا عن القيام بدورهم في إنقاذ الأمة، لأنهم ما صدقوا مع الله وتعلقت قلوبهم بغيره، فتمكن الشيطان وأعوانه من نشر باطلهم بدون مقاومة تذكر من هؤلاء الدعاة، بل ربما تمكن الشيطان وأعوانه من استخدام هؤلاء الدعاة في نشر الباطل، وتلبيس الحق بالباطل وكتمان الحق.

ودونك تفصيل هذه الآثار في المباحث الآتية:

<<  <   >  >>