للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لغلظها وقساوتها" (١).

وقال السعدي رحمه الله في بيان معنى قسوة قلوبهم: "قوله: {وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً} أي: غليظة لا تجدي فيها المواعظ، ولا تنفعها الآيات والنذر، فلا يرغّبهم تشويق، ولا يزعجهم تخويف، وهذا من أعظم العقوبات على العبد، أن يكون قلبه بهذه الصفة التي لا يفيده الهدى والخير إلا شرًّا" (٢).

٢ - تعلق القلب بغير الله، فإذا تعلق القلب بغير الله أصابه من الخذلان وقلة التوفيق بقدر ذلك التعلق، ووكله الله إلى نفسه، وضربه بالقسوة عقوبة له.

قال ابن القيم رحمه الله: "ومن وكل إِلى شيء غير الله فقد فتح له باب الهلاك والعطب، وأغلق عنه باب الفوز والسعادة" (٣).

٣ - كثرة الضحك، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «لَا تُكْثِرُوا الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ» (٤).

ومن أعظم العلامات الدالة على موت القلب قسوته العظيمة.


(١) تفسير ابن كثير (٣/ ٦٦).
(٢) تفسير السعدي (٢٢٥).
(٣) طريق الهجرتين (١٢).
(٤) أخرجه مطولًا أحمد (١٣/ ٤٥٨) ح (٨٠٩٥)، والترمذي في أبواب الزهد، باب من اتقى المحارم فهو أعبد الناس (٤/ ٥٥١) ح (٢٣٠٥) وقال: "وهذا حديث غريب".
وأخرجه بهذا اللفظ البخاري في الأدب المفرد، باب الضحك (٢٣٣ - ٢٣٤) ح (٢٥٣)، وكذلك ابن ماجه في كتاب الزهد، باب الحزن والبكاء (٢/ ١٤٠٣) ح (٤١٩٣)، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (٢/ ٣٢) ح (٥٠٦)، وصحح إسناده شعيب الأرناؤوط في تعليقه على سنن ابن ماجه (٥/ ٢٨٥) ح (٤١٩٣).

<<  <   >  >>