للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك فسر السعدي رحمه الله هذه الآية، ومال في تفسيرها إلى قول ابن عباس رضي الله عنهما، حيث قال: "يخبر تعالى أنه يرسل الرسل الكرام، فيكذبهم القوم المجرمون اللئام، وأن الله تعالى يمهلهم ليرجعوا إلى الحق، ولا يزال الله يمهلهم حتى إنه تصل الحال إلى غاية الشدة منهم على الرسل.

حتى إن الرسل -على كمال يقينهم، وشدة تصديقهم بوعد الله ووعيده- ربما أنه يخطر بقلوبهم نوع من الإياس، ونوع من ضعف العلم والتصديق، فإذا بلغ الأمر هذه الحال {جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ} وهم الرسل وأتباعهم، {وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} أي: ولا يرد عذابنا، عمن اجترم، وتجرأ على الله، فما له من قوة ولا ناصر" (١).

أمثلة على أسباب تأخر النصر، نذكرها على سبيل الإجمال؛ لأنه مر الكلام عليها فيما سبق:

أولًا: الخلل في الإيمان بالله تعالى ويشمل:

أ - ضعف عقيدة التوحيد.

ب - ضعف الإيمان باليوم الآخر وتعلق القلب بالدنيا.

ت - وجود أمراض القلب ولذلك عدة صور، منها:

١ - ضعف التوكل على الله.

٢ - ضعف الإخلاص والخلل في المقاصد.

٣ - العجب والكبر والرياء وحب السمعة.

٤ - الخلل في الصبر والتقوى.


(١) تفسير السعدي (٤٠٧).

<<  <   >  >>