للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الخامس: الركون إلى الكفار والظلمة]

ومن مظاهر ضعف أعمال القلوب: ميل القلب إلى الكفار والظلمة والركون إليهم، قال تعالى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} [هود: ١١٣].

الركون لغة: الميل إلى الشيء، والسكون إليه (١).

وفي الاصطلاح: قال البغوي رحمه الله: "هو المحبة والميل بالقلب" (٢).

وقال القرطبي رحمه الله في تعريفه: "الركون: حقيقة الاستناد والاعتماد، والسكون إلى الشيء والرضا به" (٣).

وعرفه السعدي رحمه الله بقوله: "والمراد بالركون الميل والانضمام إليه بظلمه وموافقته على ذلك، والرضا بما هو عليه من الظلم" (٤).

وقال ابن جرير رحمه الله في معنى الآية: "يقول تعالى ذكره: ولا تميلوا -أيها الناس- إلى قول هؤلاء الذين كفروا بالله، فتقبلوا منهم وترضوا أعمالهم، {فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} بفعلكم ذلك، {وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ} من ناصر ينصركم وولي يليكم، {ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} يقول: فإنكم إن فعلتم ذلك لم ينصركم الله، بل يخليكم


(١) ينظر: الصحاح (٥/ ٢١٢٦)، لسان العرب (١٣/ ١٨٥) مادة (ركن).
(٢) تفسير البغوي (٤/ ٢٠٤).
(٣) تفسير القرطبي (٩/ ١٠٨).
(٤) تفسير السعدي (٣٩١).

<<  <   >  >>