للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الأول:

مجمل معتقد أهل السنة والجماعة في أعمال القلوب

فيما يلي خلاصةُ عقيدة أهل السنة والجماعة في أعمال القلوب وعلاقتها بالإيمان، وذلك وفق المسائل التالية:

[المسألة الأولى: الأدلة على أن الإيمان قول وعمل]

أهل السنة والجماعة يرون أن الإيمان قول وعمل، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وأن أعمال القلوب داخلة في مسمى الإيمان، وهي قول القلب وعمله.

وجاءت نصوص الكتاب والسنة دالة على أن الإيمان قول وعمل، ومن ذلك:

الدليل الأول: قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: ٥].

وفي هذه الآية الكريمة جعل الله -سبحانه وتعالى- الدين في عمل القلب وعمل الجوارح، فشملت القول والعمل، روى الإمام اللالكائي (١) عن الإمام البخاري (٢) -رحمهما


(١) هبة الله بن الحسن بن منصور الرازي أبو القاسم الحافظ المجود، المفتي الشافعي اللالكائي. عني بالحديث فصنف فيه أشياء كثيرة، ولكن عاجلته المنية قبل أن تشتهر كتبه، وله كتاب في السنة وشرفها، وذكر طريقة السلف الصالح في ذلك، وله شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، وهو من أكبر مصادر عقيدة السلف، وغير ذلك، وتوفي رحمه الله سنة (٤١٨ هـ).
ينظر: تاريخ بغداد (١٦/ ١٠٨) للخطيب البغدادي، ت: الدكتور بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي بيروت، ط ١، ١٤٢٢ هـ، سير أعلام النبلاء (١٧/ ٤١٩)، البداية والنهاية (١٥/ ٦١٨)، موسوعة مواقف السلف (٦/ ٦٠).
(٢) شيخ الإسلام وإمام الحفاظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي مولاهم البخاري صاحب الصحيح والتصانيف، وكان رأسًا في الذكاء، رأسًا في العلم، ورأسًا في الورع والعبادة، وقد رحل في طلب العلم إلى سائر محدثي الأمصار، وقال ابن خزيمة: "ما تحت أديم السماء أعلم بالحديث من البخاري"، وألف كتابه الصحيح، والتاريخ، وله كتب تعتبر من الأجزاء، منها: الأدب المفرد، وخلق أفعال العباد وغير ذلك، وتوفي رحمه الله سنة (٢٥٦ هـ).
ينظر: تاريخ بغداد (٢/ ٣٢٢)، تذكرة الحفاظ (٢/ ١٠٤) للذهبي دار الكتب العلمية، بيروت، ط ١، ١٤١٩ هـ، البداية والنهاية (١٤/ ٥٢٦).

<<  <   >  >>