للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب) من المعلوم أن حواري الرسل وصحابتهم الذين اتبعوهم وآمنوا بهم هم أكثر الناس فهمًا لرسالتهم وما يتعلق بها من أحكام، سواء في العقيدة أو الشريعة؛ فهم العارفون بدقائقها المدركون لحقائقها، وهم أكمل الناس علمًا وعملًا، ولا يكون من بعدهم أكمل منهم في شيء من ذلك.

ج) لم يكن بين الصحابة خلاف في العقيدة، فهم متفقون في أمور العقائد التي تلقوها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بكل وضوح وبيان، وهذا بخلاف مسائل الأحكام الفرعية القابلة للاجتهاد والاختلاف.

د) كان الصحابة يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عما يشكل عليهم، وهذا أمر مشهور عنهم -رضي الله عنهم-.

[المسألة الخامسة: الأخذ بظواهر النصوص]

ويعتقد أهل السنة أن الله خاطبنا بما نفهم، وأراد منا اعتقاد ظاهر النصوص على الوجه الذي يليق بجلاله، فنصوص الصفات مثلًا تجرى على ظاهرها بلا كيف كما تضافرت على ذلك عبارات السلف، فيثبتون له الصفات الواردة بلا تمثيل؛ لأنه كما قال عن نفسه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ١١]، فلو كان ظاهر النصوص غير مراد لما خاطبنا بها ربنا -سبحانه وتعالى-، ولما أمرنا بتدبر كتابه، كما قال -سبحانه وتعالى-: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: ٢٩] (١).

المسألة السادسة: الحذر من البدع ومن مسالك أهلها، ومن ذلك الحذر من الخوض في مسالك علم الكلام، ومجالسة أهل الأهواء أو السماع لهم، وللسلف منهج واضح في التحذير من أهل الأهواء، ومن ذلك:

عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى


(١) ينظر: موقف المتكلمين من الاستدلال بنصوص الكتاب والسنة (٧٢ - ٧٣).

<<  <   >  >>