للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[معنى القضاء والقدر في الاصطلاح]

عرفه العلماء بعدة تعريفات، كلها تدور حول مراتب القدر الأربع، ومن ذلك:

- ما ذكر ابن القيم بأنه "خلق الله تعالى لأفعال المكلفين ودخولها تحت قدرته ومشيئته كما دخلت تحت علمه وكتابه" (١).

- هو "ما سبق به العلم وجرى به القلم، مما هو كائن إلى الأبد، وأنه -عز وجل- قدَّر مقادير الخلائق وما يكون من الأشياء قبل أن تكون في الأزل، وعلم -سبحانه وتعالى- أنها ستقع في أوقات معلومة عنده تعالى، وعلى صفات مخصوصة، فهي تقع على حسب ما قدرها" (٢).

- وعُرِّف بأنه: "تقدير الله تعالى للأشياء في القِدَم، وعلمه سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة وعلى صفات مخصوصة، وكتابته لذلك، ومشيئته له، ووقوعها على حسب ما قدرها، وخلقه لها" (٣).

[مراتب القدر والدليل عليه]

وملخص مراتب القدر كما ذكر شيخ الإسلام رحمه الله: بأن الإيمان بالقدر على درجتين، كل درجة تتضمن شيئين:

فالدرجة الأولى: الإيمان بأن الله تعالى علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم الموصوف به أزلًا، فعلم -سبحانه وتعالى- جميع أحوالهم من الطاعات والمعاصي والأرزاق والآجال، ثم كتب الله في اللوح المحفوظ مقادير الخلق قال -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللهُ الْقَلَمُ، ثُمَّ


(١) شفاء العليل (٥٣) لابن القيم، دار المعرفة بيروت، ط: ١٣٩٨ هـ.
(٢) هذا تعريف السفاريني في لوامع الأنوار البهية (١/ ٣٤٨).
(٣) كما عرفه د. عبد الرحمن المحمود في كتابه القضاء والقدر (٣٩ - ٤٠)، مدار الوطن للنشر الرياض، ط ٢، ١٤١٨ هـ.

<<  <   >  >>