للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الرابع: نفور الناس من الدعاة، وتفرقهم عنهم

[توطئة]

وقد ذكرت في المبحث السابق كيف أن الأعداء يشوهون سمعة الدعاة بما يظهر عليهم من خلل وقصور في سلوكهم وسوء خلق في تعاملهم، فأضيف هنا أنه إذا فرط الداعية في أعمال القلوب، وفي تحقيقها ومحاسبة نفسه ومجاهدتها على ذلك، انعكس أثر ذلك على سلوكه فظاظة في القلب، وقلة رحمة بالمدعوين، وانعدامًا للرفق، وغير ذلك من الآثار، وهذه الأخلاق الذميمة ستؤدي إلى نفور المدعوين منه ومن دعوته، وانفضاضهم من حوله، ودونك شيئًا من أسباب نفور الناس من بعض الدعاة، بسبب صفات السوء التي وقعوا فيها، ومنها:

[١ - سوء أخلاق الداعية]

سوء الخلق عند الداعية من الأسباب العظيمة التي تجعل الناس ينفرون من دعوته، وينفضون من حوله، ودونك صورًا من سوء الخلق التي يتصف بها بعض الدعاة، فتكون سببًا لنفور الناس منهم ومن دعوتهم، ومن تلك الأخلاق السيئة:

أ - غلظ القلب وقلة الرحمة فيه، قال الله تعالى عن أثر هذا الخلق السيّئ: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: ١٥٩].

ب - أن يحرم الداعية من الرفق: عَنْ جَرِيرٍ -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرَمِ الْخَيْرَ»، وفي رواية عَنْ جَرِيرٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرَمِ الْخَيْرَ كُلَّهُ»، وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ».

<<  <   >  >>