للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واحد في هذه الثلاثة أشياء" (١).

وقال ابن رجب رحمه الله بعد أن بيّن حقيقة التوحيد وذكر أنه: " معنى قول: لا إله إلا الله، فلا صلاح للقلوب حتى يكون إلهها الذي تألهه وتعرفه وتحبه وتخشاه هو الله وحده لا شريك له، ولو كان في السماوات والأرض إله يؤله سوى الله، لفسدت بذلك السماوات والأرض كما قال تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء: ٢٢] " (٢).

ثانيًا: أقسامه: ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام وهي:

[الأول: توحيد الألوهية]

• معناه:

الألوهية من أله يأله ألوهة فهو مألوه أي: معبود، يقول ابن فارس: "الهمزة واللام والهاء أصل واحد، وهو التعبد. فالإله الله تعالى" (٣)، وأصله إله على فِعَال بمعنى: مفعول؛ لأنه مألوه أي: معبود، ويقال: تأله الرجل: إذا تعبد (٤).

ومعنى توحيد الألوهية في الشرع: عرفه الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بقوله: "هو إفراد الله بالعبادة" (٥).

وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن (٦) رحمه الله: "هو إفراد الله تعالى بأنواع العبادة


(١) التمهيد لشرح كتاب التوحيد (٦٩) لصالح بن عبد العزيز آل الشيخ، دار التوحيد، ط ١، ١٤٢٤ هـ.
(٢) جامع العلوم والحكم (١/ ٢١١).
(٣) مقاييس اللغة (١/ ١٢٧).
(٤) ينظر: الصحاح (٦/ ٢٢٢٣)، مقاييس اللغة (١/ ١٢٧)، المعجم الوسيط (١/ ٢٥) مادة (أله).
(٥) ثلاثة الأصول وشروط الصلاة والقواعد الأربع (٨) لمحمد بن عبد الوهاب، من مطبوعات وزارة الشؤون الإسلامية السعودية، ط ١، ١٤٢١ هـ.
(٦) الإمام العلامة الشيخ: عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب. ولد في بلد الدرعية، وشب بها، وأخذ العلم عن جده الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وعمومته، وأخذ العلم أيضًا عن علماء مصر في عصره حيث كان هناك مع أعمامه، وكان إمامًا بارعًا محدثًا فقيهًا، ورعًا تقيًّا نقيًّا صالحًا، وله من المصنفات: كتاب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، قرة عيون الموحدين حاشية على التوحيد، كشف ما ألقاه إبليس، على داود بن جرجيس وغيرها، توفي رحمه الله سنة (١٢٨٥ هـ).
ينظر: الدرر السنية في الأجوبة النجدية (١٦/ ٤٠٤) لمجموعة من علماء الدعوة، جمع عبد الرحمن بن قاسم، ط ٦، ١٤١٦ هـ، الأعلام (٣/ ٣٠٤) معجم المؤلفين (٥/ ١٣٥) لعمر كحالة، مكتبة المثنى بيروت، دار إحياء التراث العربي.

<<  <   >  >>