للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والحبوش وأصناف السودان والقبط، وطوائف بني آدم، قهروا الجميع حتى علت كلمة الله، وظهر دينه على سائر الأديان، وامتدت الممالك الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها في أقل من ثلاثين سنة، فرضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين، وحشرنا في زمرتهم، إنه كريم وهاب" (١).

نصت الآية الكريمة على سبب الفشل وذهاب الريح في الأمور الآتية:

أولًا: عدم طاعة الله ورسوله.

ثانيًا: التنازع الذي لا يرجع فيه إلى الكتاب والسنة، وإنما يرجع فيه إلى الأهواء وآراء الرجال؛ لأن الواجب عند التنازع الرجوع إلى الكتاب والسنة، قال تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: ٥٩].

ثالثًا: الخلل في الصبر مما يمنع معية الله الخاصة.

[المطلب الرابع: الحذر من البغي]

ومن أسباب التفرق: البغي، وهو: الظلم والتعدي (٢)، قال ابن كثير رحمه الله: "وأما البغي فهو: العدوان على الناس" (٣).

وبين السعدي في تفسيره البغيَ فقال: "كل عدوان على الخلق في الدماء والأموال والأعراض" (٤).

وذكر الله في كتابه أن البغي من أسباب الاختلاف والتفرق فقال تعالى:


(١) تفسير ابن كثير (٤/ ٧٢).
(٢) ينظر: الصحاح (٦/ ٢٢٨١)، المعجم الوسيط (١/ ٦٥) مادة (بغى).
(٣) تفسير ابن كثير (٤/ ٥٩٥).
(٤) تفسير السعدي (٤٤٧).

<<  <   >  >>