للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- التساهل في النظر إلى الحرام أو سماعه.

- وقوعه في الغيبة.

وقوع بعض الدعاة في مثل هذه الأخطاء يجعلهم قدوة سيئة، مما يلقي بظلاله على تربيتهم لأتباعهم، فيقتدون بهم في هذه الصفات القبيحة، وقد ينفر منهم بعض المدعوين فلا ينتفعون بهم.

وقد يكشف الله حالهم بالابتلاءات فيعرفون على حقيقتهم كما قال تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ} الآية [آل عمران: ١٧٩].

قال السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: "أي: ما كان في حكمة الله أن يترك المؤمنين على ما أنتم عليه من الاختلاط وعدم التميز حتى يميز الخبيث من الطيب، والمؤمن من المنافق، والصادق من الكاذب.

ولم يكن في حكمته أيضًا أن يطلع عباده على الغيب الذي يعلمه من عباده، فاقتضت حكمته الباهرة أن يبتلي عباده، ويفتنهم بما به يتميز الخبيث من الطيب، من أنواع الابتلاء والامتحان، فأرسل الله رسله، وأمر بطاعتهم، والانقياد لهم، والإيمان بهم، ووعدهم على الإيمان والتقوى الأجر العظيم.

فانقسم الناس بحسب اتباعهم للرسل قسمين: مطيعين وعاصين، ومؤمنين ومنافقين، ومسلمين وكافرين، ليرتب على ذلك الثواب والعقاب، وليظهر عدله وفضله، وحكمته لخلقه" (١).

٣ - ضعف الصلة بالله، ويكون بتقصير الداعية في الفرائض وفي نوافل العبادات مما يجعل القلوب تنصرف عنه (٢).


(١) تفسير السعدي (١٥٨).
(٢) وقد سبق الكلام عن أثر العبادات على الداعية في صلاح قلبه الذي يجعل قبولاً عند الناس، فاذا صلته بربه انصرفت القلوب عنه وعن دعوته ينظر مثلاً: ص (١٦٠، ٥٧٣).

<<  <   >  >>