للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعبد الله مخلصًا له الدين" (١).

وسيكون الكلام عن البصيرة في الدعوة وفق المطالب الآتية:

[المطلب الأول: تعريف البصيرة.]

المطلب الثاني: أسباب البصيرة.

المطلب الثالث: مجالات البصيرة.

المطلب الرابع: أسباب ضعف البصيرة.

المطلب الأول: تعريف البصيرة:

البصيرة في اللغة تطلق على عدة معان منها:

العلم، فيقال: بَصُرْتُ بالشيء: علمته، وهو بصير به، وعلى الرؤية بالعين، فتقول: أبصرت الشيء أي رأيته، وعلى الحجة والاستبصار في الشيء، ومنه قوله تعالى: {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} [القيامة: ١٤]، قال الأخفش (٢) في معنى الآية: جعله هو البصيرة كما يقول الرجل للرجل: أنت حُجَّةٌ على نفسك.


(١) تفسير السعدي (٤٠٦).
(٢) إمام النحو، أبو الحسن سعيد بن مسعدة البلخي، ثم البصري المعروف بالأخفش الأوسط، وله كتاب معاني القرآن، وقد وقع في تأويل بعض الصفات على طريقة أهل الاعتزال، توفي رحمه الله سنة (٢١٥ هـ)، وقيل: سنة (٢٢٥ هـ) وقيل غير ذلك.
ينظر: سير أعلام النبلاء (١٠/ ٢٠٦)، البداية والنهاية (١٤/ ٢٧٤)، الأعلام (٣/ ١٠١).
ومن باب التفريق اشتهر جملة من علماء اللغة بالأخفش وأبرزهم ثلاثة:
١ - الأخفش الأكبر، واسمه: عبد الحميد بن عبد المجيد، من شيوخ سيبويه.
٢ - الأخفش الأوسط، وهو سعيد بن مسعدة، وهو من تلاميذ سيبويه، وهو أشهر الثلاثة.
٣ - الأخفش الأصغر، واسمه: علي بن سليمان، من تلاميذ المبرد وثعلب، توفي سنة (٣١٥ هـ).
ينظر: المزهر في علوم اللغة وأنواعها (٢/ ٣٨٦) للسيوطي، ت: فؤاد علي منصور، دار الكتب العلمية بيروت، ط ١، ١٤١٨ هـ.

<<  <   >  >>