للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٦ - من آثار صدق الإيمان في القلوب: زيادة الهدى والصبر والثبات]

قال تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (١٣) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا} [الكهف: ١٣، ١٤].

وهذا يدل على أهمية عمل القلب عند الشدائد، فإن الله بفضله ورحمته يزيد العبد -الصادق في إيمانه- هدى، ويربط على قلبه، فيثبته على الحق والصدع به، ولا يجعل قلبه يلتفت إلى زينة الحياة الدنيا وزخرفها، فيثبت على الحق، ويصبر على ما يلقاه في ذات الله.

٧ - بشارة الله للمخبتين (١) بخير الدنيا والآخرة (٢)، والإخبات ذلك العمل القلبي الذي يثمر وجل القلب عند ذكر الله، والصبر، وإقامة الصلاة، والإنفاق مما رزق الله:

قال تعالى: {فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (٣٤) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [الحج: ٣٤، ٣٥].

وقال تعالى: {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الحج: ٥٤].


(١) وفي تفسير السعدي (٥٣٨): "المخبت: الخاضع لربه، المستسلم لأمره، المتواضع لعباده".
(٢) ينظر: تفسير السعدي (٥٣٨).

<<  <   >  >>