للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن كانت لديه هذه الأخلاق السيئة نفر الناس من دعوته، ولو كان يملك قدرة علمية كبيرة.

ج - العجب والغرور والكبر:

وسبق الكلام على هذه الأخلاق السيئة (١).

[٢ - القدوة السيئة من قبل بعض الدعاة]

الداعية إلى الله لا بد أن يكون قدوة حسنة في قوله وفعله، وخصوصًا أمام أهل بيته، ومن يقوم بدعوتهم؛ لأنهم يأخذون قوله وفعله على سبيل الاقتداء، فحينئذ كان لزامًا عليه أن يستشعر خطر القدوة السيئة؛ لأن ذلك يؤدي إلى أن يتحمل أوزار من اقتدى به، ويؤدي أيضًا إلى نفور الناس من دعوته، ولهذا قال تعالى محذرًا من ذلك ومبينًا خطره: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (٢) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: ٢، ٣].

وقال تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ} [النحل: ٢٥].

وقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ» (٢).

ومن منهج الأنبياء عليهم السلام في دعوتهم أنه لا يخالف قولهم فعلهم، كما قال


(١) ينظر: العجب (٦٥٤)، الرياء (٦٦١)، الكبر (٦٧٣).
(٢) أخرجه مسلم في كتاب العلم، باب من سن سنة حسنة أو سيئة ومن دعا إلى هدى أو ضلالة (٤/ ٢٠٥٩) ح (١٠١٧).

<<  <   >  >>