للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد تحقق ذلك، وبر الله قسم هذا الرجل، فجمعت كتب شيخ الإسلام، واشتغل بها العلماء تدريسًا وشرحًا وتحقيقًا (١)، كما حصل من قبل للإمام أحمد وقد كان ينهى عن كتابة كلامه، وسخر الله من كتب علمه ونشره بين الخلائق (٢).

وتربى على كتب شيخ الإسلام أئمة، نفع الله بهم الأمة، وعملت فيها الكثير من الرسائل العلمية، وذلك ببركة النية الخالصة الصادقة.

وبعد أن تقرر هذا، فهذه جملة من أعمال القلوب لا بد للمسلم من الاعتناء بها وتفقدها في قلبه، وتحقيق أسباب حصولها.

وعلى هذا فحقيق بكل داعية أن يحقق أسباب الوصول إلى هذه الأعمال القلبية وغيرها من أعمال القلوب، وأن يكون دائم التفقد والمحاسبة لنفسه على هذه الأعمال؛ لأنه لن يفلح في دعوته إلا بتحقيقها، وعند ذلك سيجد أثرها عليه في نفسه وعلى دعوته، كما سيأتي في الفصول القادمة.

ومما ينبغي التنبيه عليه في بداية هذا المبحث أنني سأمر على هذه الأعمال القلبية باختصار، فإنما أردت التنبيه والذكرى لنفسي ولإخواني الدعاة إلى الله تعالى، وهي تنقسم إلى أعمال قلبية محضة، وأخرى مشتركة بين القلب والجوارح (٣)، ودونك تفصيل هذه الأعمال القلبية.


(١) ينظر: مقدمة العلامة بكر أبو زيد رحمه الله لجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون (٨ - ٩).
(٢) ينظر: ص (٢٧٢).
(٣) وجلها أعمال قلبية محضة، والمشترك بين القلب والجوارح الصبر والرضا.

<<  <   >  >>