للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ابن قدامة (١) رحمه الله: "علامة المحبّة كمال الأنس بمناجاة المحبوب، وكمال التّنعّم بالخلوة، وكمال الاستيحاش من كلّ ما ينقض عليه الخلوة، ومتى غلب الحبّ والأنس صارت الخلوة والمناجاة قرّة عين تدفع جميع الهموم، بل يستغرق الحبّ والأنس قلبه" (٢).

وقال ابن القيم رحمه الله: "فإن المحب الصادق أحب شيء إليه الخبر عن محبوبه وذكره، كما قال عثمان بن عفان -رضي الله عنه-: (لو طهرت قلوبنا لما شبعت من كلام الله) (٣)، وقال بعض العارفين: كيف يشبعون من كلام محبوبهم وهو غاية مطلوبهم؟! " (٤).


(١) أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن قدامة، أبو العباس ابن شيخ الإسلام شمس الدين ابن أبي عمر المقدسي، الحنبلي. كانت إليه مع القضاء خطابة الجبل والإمامة بحلقة الحنابلة ونظر أوقاف الحنابلة، وكان حسن السيرة في أحكامه، مليح البزة، ذكيًّا، مليح الدرس، له قدرة على الحفظ، وله مشاركة جيدة في العلوم. توفي رحمه الله سنة (٦٨٩ هـ).
ينظر: تاريخ الإسلام (١٥/ ٦٢٥)، الوافي بالوفيات (٧/ ٣٠).
(٢) مختصر منهاج القاصدين (٣٥١) لأبي العباس أحمد بن عبد الرحمن بن قدامة المقدسي، قدم له: الأستاذ محمد أحمد دهمان، مكتبة دار البيان، دمشق، ط ١٣٩٨ هـ.
(٣) ينظر: حلية الأولياء (٧/ ٢٧٢، ٣٠٠).
(٤) مدارج السالكين (٣/ ٢٩١).

<<  <   >  >>