للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

توطئة:

رأيت في الجانب العملي التطبيقي لأثر أعمال القلوب على الداعية والدعوة أن يكون على ثلاث شخصيات من عصور مختلفة، وهم يمثلون نموذجًا من ذلك الركب المبارك من علماء سلف هذه الأمة المباركة، وكان الاختيار على النحو الآتي:

المبحث الأول: مواقف من حياة الإمام أحمد عليه رحمة الله، يظهر فيها أثر أعمال القلوب عليه وعلى دعوته.

المبحث الثاني: مواقف من حياة الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله، يظهر فيها أثر أعمال القلوب عليه وعلى دعوته.

المبحث الثالث: مواقف من حياة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، يظهر فيها أثر أعمال القلوب عليه وعلى دعوته.

ونبدأ أولًا بالخصائص المشتركة بين هؤلاء الأئمة الثلاثة عليهم رحمة الله:

وبهذا أردت أن أبتعد عن الطريقة التقليدية في عرض هذه الشخصيات، ويمكن أن يرجع لها في مصادرها المعروفة، ولكني أحببت أن أغوص بعمق -فيما أزعم- في كل من هذه الشخصيات لأخرج ببعض المقارنات العامة قبل البداية بالحديث عن كل شخصية بمفردها، وهذه سمات مشتركة -فيما ظهر لي- بين سير هؤلاء الأئمة، ولكثير منها شواهد ستأتي في أثناء المواقف المستخرجة من حياتهم.

مع ملاحظة أن هذه السمات والخصائص قد تكون بارزة عند أحدهم أكثر من غيره، وقد يكون استفاد اللاحق من السابق وتأثر ببعض خصائصة وسماته، كما هو الحال في سيرة الإمام محمد بن عبد الوهاب، فقد تأثر كثيرًا بشخصيتين لهما أثر كبير في نشر عقيدة السلف والدفاع عنها، وهما شيخ الإسلام والحافظ ابن القيم عليهما رحمة الله، وقد تأثر ابن عبد الوهاب بمنهجية الشيخين في الدعوة إلى عقيدة السلف والدفاع عنها، وتربى عليها، وذلك واضح بين في دعوته وما كتبه من رسائل وكتب، ودونك هذه الخصائص والسمات المشتركة بين هؤلاء الأئمة.

<<  <   >  >>