للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحسن السمت" (١).

وربما البعض ممن يحضرون مجالس العلم هدفهم من ذلك رؤية هدي العالم وخُلُقِه كما يذكر ابن الجوزي عن أبي بكر بن المُطَّوِّعِيِّ (٢) يقول: "اختلفت إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل ثنتي عشرة سنة وهو يقرأ المسند على أولاده، ما كتبت منه حديثًا واحدًا؛ إنما كنت أنظر إلى هديه وأخلاقه وآدابه" (٣).

وكان الإمام رحمه الله يشبه في هديه وسمته ودَلِّه (٤) الصحابيَّ الجليل ابن مسعود -رضي الله عنه-.

قال حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي (٥): "يقال: لم يكن أحد من الصحابة أشبه هديًا وسمتًا ودلًّا من ابن مسعود بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان أشبه الناس به علقمة (٦)، وكان أشبه


(١) مناقب الإمام أحمد (٢٨٨) لابن الجوزي، ت: د. عبد الله التركي، دار هجر، ط ٢، ١٤٠٩ هـ، سير أعلام النبلاء (١١/ ٣١٦).
(٢) يعقوب بن يوسف بن أيوب أبو بكر المُطَّوِّعِيّ، ذكره الدارقطني، فقال: ثقة فاضل، توفي سنة (٢٨٧ هـ).
ينظر: تاريخ بغداد (١٦/ ٤٢٣)، طبقات الحنابلة (١/ ٤١٧)، البداية والنهاية (١٤/ ٦٩١).
(٣) مناقب الإمام أحمد (٢٨٨)، سير أعلام النبلاء (١١/ ٣١٦).
(٤) الدَلُّ: قريب من الهدي، وهما من السكينة والوقار في الهيئة والمنظر والشمائل وغير ذلك.
ينظر: الصحاح (٤/ ١٦٩٩) مادة (دلل).
(٥) حميد بن عبد الرحمن بن حميد، أبو عوف الرُّؤَاسِي الكوفي، أحد الأثبات. قال الأثرم: أثنى عليه أحمد بن حنبل، ووصفه بخير، وروى الكوسج، عن يحيى بن معين: ثقة، وقال أبو بكر بن أبي شيبة: قل من رأيت مثله، واختلف في سنة وفاته رحمه الله فقيل: (١٨٩ هـ)، وقيل: (١٩٠ هـ)، وقيل: (١٩٢ هـ)، وقد حكى البخاري الأول.
ينظر: التاريخ الكبير (٢/ ٣٤٦) للبخاري، دائرة المعارف العثمانية حيدر آباد، مراقبة محمد عبد المعيد خان، تاريخ الإسلام (٤/ ٨٤٠)، تهذيب التهذيب (٣/ ٤٤).
(٦) علقمة بن قيس بن عبد الله أبو شبل النخعي فقيه الكوفة، وعالمها، الإمام، الحافظ، المجود، المجتهد الكبير، ولد في أيام الرسالة المحمدية، وعداده في المخضرمين، وكان يُشَبَّهُ بابن مسعود في هَدْيِهِ وَدَلِّهِ وَسَمْتِهِ، وكان طلبته يسألونه ويتفقهون به والصحابة متوافرون، توفي رحمه الله سنة (٦٢ هـ).
ينظر: تاريخ بغداد (١٤/ ٢٤٠)، سير أعلام النبلاء (٤/ ٥٣)، الأعلام (٤/ ٢٤٨).

<<  <   >  >>