للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول المروذي أيضًا: "سمعت أبا عبد الله يقول للشجاع بن مخلد (١): يا أبا الفضل، إنما هو طعام دون طعام، ولباس دون لباس، وإنها أيام قلائل" (٢).

ونقل أبو نعيم (٣) عن نصر بن علي (٤) يقول: «أحمد بن حنبل أمره بالآخرة كان أفضل؛ لأنه أتته الدنيا فدفعها عنه» (٥).

وقال أبو داود (٦): "كانت مجالس أحمد مجالس الآخرة، لا يذكر فيها شيء من أمر الدنيا، ما رأيته ذكر الدنيا قط" (٧).

ومن الأمثلة العظيمة على الورع تورُّعه رحمه الله في الفتوى، وهو إمام أهل السنة ومن أكثر علماء الأمة فقهًا.

وقد سأل الإمام أبو داود السجستاني أحمد بن حنبل عن طلاق السَّكران، فرد


(١) شجاع بن مخلد أبو الفضل البغوي ثقة ثبت، توفي رحمه الله سنة (٢٣٥ هـ).
ينظر: تاريخ بغداد (١٠/ ٣٤٨)، تهذيب التهذيب (٤/ ٣١٢)، الأعلام (٣/ ١٥٧).
(٢) الورع لأحمد رواية المروذي (٨٠) ت: سمير الزهيري، دار الصميعي الرياض، ط ١، ١٤١٨ هـ.
(٣) الإمام، الحافظ، الثقة، العلامة، أحد الأعلام، أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى أبو نعيم الأصبهاني، وله من المصنفات: حلية الأولياء، ومعجم الصحابة، ودلائل النبوة، وغيرها، مات رحمه الله سنة (٤٣٠ هـ).
ينظر: وفيات الأعيان (١/ ٩١)، سير أعلام النبلاء (١٧/ ٤٥٣)، البداية والنهاية (١٥/ ٦٧٤).
(٤) الحافظ، العلامة، الثقة، نصر بن علي بن نصر بن علي بن صهبان الجهضمي البصري، وكان من كبار الأعلام، وأئمة السنة الأثبات، توفي رحمه الله سنة (٢٥٠ هـ).
ينظر: تاريخ بغداد (١٥/ ٣٨٩)، تهذيب الكمال (٢٩/ ٣٥٥)، سير أعلام النبلاء (١٢/ ١٣٣).
(٥) حلية الأولياء (٩/ ١٨٠) لأبي نعيم الأصبهاني، دار السعادة مصر، ١٣٩٤ هـ.
(٦) الإمام الثبت سيد الحفاظ سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير أبو داود الأزدي السجستاني صاحب السنن وقال ابن حبان: كان أحد أئمة الدنيا فقهًا وعلمًا وحفظًا ونسكًا وورعًا وإتقانًا جمع وصنف وذب عن السنن، وتوفي عليه رحمة الله سنة (٢٧٥ هـ).
ينظر: تاريخ بغداد (١٠/ ٧٥)، تذكرة الحفاظ (٢/ ١٢٧)، تهذيب التهذيب (٤/ ١٧٢).
(٧) مناقب الإمام أحمد (٢٩٥)، سير أعلام النبلاء (١١/ ١٩٩).

<<  <   >  >>